الخليفة المعتضد أحمد بن الأمير أحمد الموفق

هل تعرف من هو الخليفة قاتل الأسد ؟
نموذج من علو الهمة !
قال عنه ابن كثير :
كان أمر الخلافة قد ضعف في ايام عمه المعتمد .
فلما ولى الخلافة أقام شعارها ورفع منارها .
وكان شجاعا فاضلا من رجالات قريش حزما وجرأة وإقداما وحزمة .
وكان رحمه الله يقول :
إن الرعية وديعة الله عند سلطانها ، وإنه سائله عنها .
ولهذه النية الطيبة كان بيت المال صفرا من المال ، وكانت الأحوال فاسدة ، والرعية تعيث في الأرض فسادا في كل جهة ، فلم يزل برأيه وتسديده ، حتى كثرت الأموال وصلحت الأحوال في سائر الأقاليم والآفاق .
قال عنه جعيف السمرقندي الحاجب :
كنت مع مولاي في بعض متصيداته ، وقد انقطع عن العسكر ، وليس معه غيري ، إذ خرج علينا أسد ، فقصد قصدنا ، فقال لي الخليفة : يا جعيف ، أفيك خير اليوم ؟
قلت : لا والله .
قال : ولا تُمسك فرسي وأنزل أنا ؟
فقلت : بلى .
قال : فنزل عن فرسه وغرز اطراف ثيابه في منطقته ، واستل سيفه ورمى بقرابه إلي ، ثم تقدم إلى الأسد ، فوثب الأسد عليه ، فضربه بسيفه فأطار يده ، فاشتغل الأسد بيده ، فضربه ثانية على هامته ففلقها ، فخر الأسد صريعا .
فدنا منه الخليفة فمسح سيفه في صوفه ، ثم أقبل فأغمد سيفه في قرابه ، ثم ركب فرسه ، فذهبنا إلى المعسكر .
قال : وصحبته إلى أن مات ، فما سمعته ذكر ذلك لأحد ، فما أدري من اي شيء أعجب ، من شجاعته ، أم من عدم احتفاله بذلك ، حيث لم يذكره لأحد ، أم من عدم عتبه علي حيث ضننت بنفسي عنه ؟
والله ما عاتبني في ذلك قط .
وترى ملوك اليوم وحكامنا إذا صلى أخذ من يصوره وإذا التقى يتيما أو فقيرا أتي بكل وسائل الإعلام لتنشر عن الرئيس أو الملك المؤمن ليقول الناس عنه حاكمنا تقي وما هو بتقي ولا بشجاع ولكنه منافق واضح النفاق
أبطل خليفتنا رحمه الله الإحتفال بالنيروز .
واسقط المكس ونشر العدل ، وقلل من الظلم .
أحيا رميم الخلافة التي ضعفت من مقتل المتوكل .
وكان ملكا مهيبا ، شجاعا ، شديد الوطاة ، من رجال العالم ، يقدم على الأسد وحده .
صاحب هذه الصفات الحميدة هو الخليفة المعتضد أحمد بن الأمير أحمد الموفق الملقب بناصر الدين أحد خلفاء دولة الخلافة العباسية رحمه الله .
..
كتبه : محمد الفاتح .
المرجع : كتاب السير – 13/ 463 : 469 . كتاب صلاح الأمة في علو الهمة – ج6 صــ 100